المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٤

ما بين خياطة الأرواح والملابس.

صورة
  جدتي.. ما بين خياطة الأرواح والملابس "معاذ تعال انظم لي إبرة المكينة وأعطيك خمسه ريال". أعذب جملة سمعتها في طفولتي، عذوبة الصوت والمكافأة. لذتها كانت كل مرة تزيد، رغم تكرارها عدّة مرات، مازالت عذبة. في سن صغير، لا أعرف السبب وراء ذلك، إن كانت الخمسة أو الاحساس بقدرتي الهائلة، لا يمكنني تحديد أيهما أقرب، ولكني مستمتع بالفعل والمكافأة أكثر. فتحت عيناي على أشياء كثيرة، من بينها، مكينة خياطة جدّتي، ضخمة الشكل -حينها- كانت درجين مليئة بالمكرَه -سلك الخياطة- والإبر، وأعلَاها الماكينة نفسها، بلونها الأسود ونقوشها الذهبية، غالبيّة وقت جدّتي عندها، أظن أنها لم تكن تخيط فحسب، بل تستمتع، تنجز، تملء فراغها. لا أعرف متى بدأت، ولكن المتأكد منه هو ابداعها وتمكّنها، أتذكر الطلبات الكثيرة، من البيوز برسماتها المتنوعة، بأطرافها الهرمية، بأشكالها المُتعدّدة إلى الملابس بجميع أنواعها. "مُعاذ.. تعال انظم لي الإبرة" صوت القرآن تسمعه منذ اقترابك من غرفتها، تدخل عليها تراها ثَانِية قدميها تحت فخذيها، وأمامها المكينة، وجهها العذب، من مقدمة شعرها الناعم الوافر ومنتصفه حتى أسفله مجدل، تجاعي

ماذا لو عشت الخطيئة مرتين؟

ماذا لو عشت الخطيئة مرتين؟ ربما لن تفعل شيء، وربما لا يحدث أصلًا. وربما.. قضى الليلة الماضية مع اثنين من أصدقائه في استراحتهم بضاحية نمار، يجّهز أحمد الشاهي، تختلط روائح العطور مع رائحة الدخان، حضور رهيب للملل والفراغ، فلم يكتمل نصابهم حتى يلعبوا بلوت ولم يكن هناك حديث بينهم. ساد صمت طويل استطاع من خلاله أن يغفو سالم وهو مستلقيا على الكنب مع إراحة كوب الشاهي على كرشته الناتئة. أحمد يجلس صامتًا وقد مد رجليه واحدة فوق الأخرى فيما هو يتكئ على المركى بمرفقه اليمين واضعا يداه على خدّه يتصفح تطبيق إكس، يتنقل بين الأدب والسياسة والكورة وحسابات شخصيّة تعبّر عن حياتها بهزل بشكلٍ سريع، لا شيء يعجبه. يدخل السناب شات وبشكل سريع وغير مهتم يرى قصص أصدقائه ومن يتابعهم ومن لم يتابعهم من ثم يترك الجوال بجانبه ويكمل كوب الشاهي. وأثناء ذلك نظراته زارت المكان كامل، بعدها سقطت على قدماه، تذكّر رغبة والدته: "وراه ما تروح للتأهيل؟ علّ ترجع الفلوس اللي كانوا يعطونك إياها" مستشهدة بـ: "سارة بنت أم محمد الـ*** نفس حالتك قبل كان يجيها ثم فجأة وقف، راحت تسألهم قالوا لها جيبي تقرير جديد عن حالتك