المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٤

مبنى 5.

صورة
  أصغي إلى هواجسي وخيالاتي التي تحوم حول عمليتي، استولت على رأسي تمامًا لذا لزاما علي أنصت لها. أسير مع الأفكار حيث تشتهي وتنبغي، أثناء طريقي إلى المستشفى قطعت شوطا من الطريق والأفكار في الآن نفسه، بدا لي أن كل شيء بهذه المدينة انطفأ واختفى ضوضائها، سرت في درب يحضر فيه القمر بكامل زهوه، ونور السيارات الخامل يحاول كسر الظلام دون جدوى، يومض نوره بعد مسافة قصيرة مثل ذكرى قديمة لا تحمل اتجاهه حسنة ولا ضغينة. وصلت المستشفى والساعة كانت تزحف نحو العاشرة مساءً، أمشي في ممرات المبنى الرئيسي حاملا بيدي حقيبتي، الممرات خالية تماما إلا من موظفي الأمن الذين توقفت عندهم، رغم معرفتي، سألتهم عن مبنى  5، لأن كان يبدو عليّ التيه، وصف لي مكانه بالضبط، شكرته، واتبعت ما أملاه عليّ.  استمريت بالمشي تاركا ورائي المبنى الرئيسي، وأمضي بين مباني المستشفى الشاهقة، يسود عليها الظلام، بيد أنّ إضاءات الممرات التي يغلب عليها العتمة، صمت صارخ مزعج يخدشه قليلًا صوت خطوات الأطباء والزوار القلائل. مررت على السوبر ماركت القابعة على بُعد خطوات من مبنى 5، أخذت حاجتي قبل أن أصوم -ما فرضه عليّ الدكتور- الساعة 12 ليلًا. دخلت