المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠٢٤

أثر التحديق.

صورة
  حياة شخص حدّق في وجهك طويلا.   دخل عبد العزيز إلى مكتب موظفة الموارد البشرية، وضع جسمه الممتلئ على الكرسي المتجه نحو النافذة المطلة على المجمع التجاري الذي يعمل فيه بالدور الثاني المخصص للشركات، وفي الأسفل مواقف السيارات، سريعة الاكتفاء. انزعج قليلا من وجود أغراضه بجيبه لذلك افرغها على الطاولة: جوال والإيربودز وشيشة إلكترونية.   على يده اليمنى موظفة الموارد البشرية بخصلات شعرها البنية الطويلة تتناثر مع نسمة هواء الشتاء، أمامها كوب ستاربكس وأوراق كثيرة وعلى يسارها قليلًا لاب توب ألصقت عليه كومة استكرات مثل: "قف على ناصية الحلم" "سوبر حلوه" "مفيش وقت للانهيار اشتغل وأنت بتعيّط" وغيرها من الاستكرات التي تحتوي على كلام وصور تشعر من خلالها بطاقة إيجابية كما تظن.   عدا وقت طويل وهو ينتظر، وفي ذات الوقت خامره إحساس يعجز على فهمه ومعرفة سببه، في بادئ الأمر توقّع بأنه مصاب بشيء ما، لأن لم تكن المرة الأولى التي يثور فيها صدره ثم يسير في كامل بدنه، كانت مثل لفحة هواء باردة مفاجئة، ولم ينته الحال هنا، بل أنه يثور فيه حتى يخيّل له وجهًا يسلب كل نظراته، رغ

يوم في الرياض.

صورة
  عن الحياة في الرياض. - الحياة في الرياض حلوة وغريبة بنفس الوقت، مجموعة مشاعر يمكنك أن تصفها بها، أحيانا أشعر أن نعيش في مسلسل، وسلسلة من القصص والحكايات. الوقت والتغيّر الذي يحدث يدخلك في دوامة من التفكير والهاجس. مثلًا: عندما تخرج من بيتكم لصلاة الفجر، هدوء يسكن الحارة، تشعر إن هذه البيوت تركت أو هجرت شيء يدل على أنها ميتة. الشيء الوحيد الذي ممكن سماعه هو صوت خطواتك وأفكارك، ويجتمع صوت خطوات آخر معك، وتستمر إلى دخولك المسجد. تعود من المسجد إلى بيتكم، وفي أثناء سيرة -قطعًا- سترى وجوه مختلفة، جاءت من قريب أو بعيد، جنسيات كثيرة، غالبًا ترى وجهه حينها فقط، نادر ترى وحد يتحدث مع الآخر سواءً الفجر أو غيره، وإن حدث ذلك يقتصر على السلام والسؤال عن الحال. ترجع تسمع أصوات الخطوات، الأطفال بالسرعة، والشباب تأني وسرعة خفيفة، والشيّاب ببطء شديد ومراقبة من كل جهة، يحاول معرفة قصص الناس من خلال ملامحهم، بعدما يعرف أنك لاحظته يرفع يداه يسلّم، حركة غير ارادية عودته السنون على ذلك. ومن ثم يصل الشخص إلى منزله، وهي آخر لحظة تشاهده فيها، كما لو أنه ميت ودخل قبره. الوقت له ارتباط وثيق مع الأحداث، صباح يو