أثر التحديق.
حياة شخص حدّق في وجهك طويلا. دخل عبد العزيز إلى مكتب موظفة الموارد البشرية، وضع جسمه الممتلئ على الكرسي المتجه نحو النافذة المطلة على المجمع التجاري الذي يعمل فيه بالدور الثاني المخصص للشركات، وفي الأسفل مواقف السيارات، سريعة الاكتفاء. انزعج قليلا من وجود أغراضه بجيبه لذلك افرغها على الطاولة: جوال والإيربودز وشيشة إلكترونية. على يده اليمنى موظفة الموارد البشرية بخصلات شعرها البنية الطويلة تتناثر مع نسمة هواء الشتاء، أمامها كوب ستاربكس وأوراق كثيرة وعلى يسارها قليلًا لاب توب ألصقت عليه كومة استكرات مثل: "قف على ناصية الحلم" "سوبر حلوه" "مفيش وقت للانهيار اشتغل وأنت بتعيّط" وغيرها من الاستكرات التي تحتوي على كلام وصور تشعر من خلالها بطاقة إيجابية كما تظن. عدا وقت طويل وهو ينتظر، وفي ذات الوقت خامره إحساس يعجز على فهمه ومعرفة سببه، في بادئ الأمر توقّع بأنه مصاب بشيء ما، لأن لم تكن المرة الأولى التي يثور فيها صدره ثم يسير في كامل بدنه، كانت مثل لفحة هواء باردة مفاجئة، ولم ينته الحال هنا، بل أنه يثور فيه حتى يخيّل له وجهًا يسلب كل نظراته، رغ